حكم العجلة في الحج والمقارنة بين العجلة والتأخير في الحج من القواعد الشرعية المهمة التي يجب على كل من يريد أداء مناسك الحج معرفتها والرأي الشرعي الشرعي فيها، حيث أن الكثير من الحجاج يتعجلون رمي الجمرات للرجم في أيام التشريق. ولذلك، خصصنا هذا المقال للحديث عن جواز التعجيل للمسلم إلى الحج، وسنتحدث بالتفصيل عن المفاضلة بين التعجيل وتأخير الحج.
ما هو الاستعجال أثناء الحج؟
الإسراع في الحج يعني أن الحاج ينتهي من رمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق، ثم يخرج من منى قبل غروب الشمس وينطلق إلى مكة. وقد ورد ذكر الإسراع في القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة النبأ. البقرة: {واذكروا الله في أيام معدودة. تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه. لمن يخاف الله ويخاف الله، وأنتم تعلمون أنه بأمر عبد الرحمن بن يعمر الديلي -رضي الله عنه- قال: «جاء أناس من أهل نجد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم». “رضي الله عنه وسلم وهو بعرفة.” فسألوه: فأمر زائرا ينادي: “من أتى قبل الفجر ليلة الجمعة فقد قضى الحج في يومين”. ومن تردد فلا إثم عليه.} والله تعالى أعلم.
حكم العجلة في الحج
لقد أصدر علماء المسلمين فتوى تقول بجواز العجلة في الحج ولا حرج فيه، وهذا يعني أنه يجب على المسلم أن يعجل في اليوم الثاني من الرجم، ولكن للجواز هناك شرط مقبول من الجميع يجب أن يعجل. يكون مستعجلاً، أي أن يخرج الحاج من منى قبل غروب الشمس فيرمي الجمرات بحيث يرمي في اليوم الثالث من أيام التشريق، لأن الشمس إذا غربت وهو في منى فإنه يرمي. ويجب عليه المبيت بمنى وإنهاء الجمرات في اليوم الثالث. وقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من غربت الشمس وهو بمنى فلا يخرج حتى يرمي الجمار» وسنذكر من النصف من أيام التشريق فتاوى علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في هذه المسألة الشرعية المهمة:
والمدة التي يجب على الحاج بقاءها في منى بعد يوم النحر هي يومين: اليوم الحادي عشر، والثاني عشر من ذي الحجة. وأما اليوم الثالث عشر من ذي الحجة فلا يجب عليه البقاء في منى، ولا يجب عليه رمي الجمرات فيها، بل يستحب فقط إذا لم تغرب شمس اليوم الثاني عشر وهو في منى. وعليه أن يبيت ليلة الثالث عشر، ثم يرمي الجمرات الثلاث بعد الظهر.
المفاضلة بين العجلة والتأخير في الحج
وقد نص علماء المسلمين على أن تأجيل الحج إلى اليوم الثالث من التشريق أفضل من تعجيله، وهذا رأي المذاهب الحنفية والشافعية والحنابلة، أي مذهب جمهور العلماء. والأدلة على فضل تأخير الحج كثيرة، وهي:
- وعن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي آخر يومه صلاة الظهر، ثم يصلي الظهر». فعاد منى فقضى ليالي أيام التشريق هناك ورجم الجمرات. فلما غربت الشمس امتلأت كل جمرة بسبع حصيات. أجب بجميع الحصى، فيقف عند الأولى والثانية، ويطيل قيامه، ويتوسل، ويرمي الثالثة، ولا يقف.
وبهذه الأحكام الشرعية ننتهي من هذا المقال الذي عرفنا فيه العجلة في الحج. ثم تناولنا حكم العجلة في الحج والمقارنة بين العجلة والتأخير في الحج وبينا أيهما أفضل: أن يعجل الحاج للرجم أو يتأخر.